Uncategorized

الخالصي يؤكد: ذكرى المولد النبوي توحّد الأمة… والمقاومة درع عزتها ولا تفريط بسلاحها

إيراق نيوز .. أُقيمت صلاة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بإمامة سماحة المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله)، بتاريخ 12 ربيع الأول 1447هـ الموافق لـ 5 أيلول 2025م. وقد تناول سماحته في خطبتيه قضايا إيمانية وسياسية كبرى، شدّد فيها على ضرورة التمسك بالوحدة الإسلامية حول شخصية الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلى أهمية مواجهة مخططات الأعداء التي تستهدف الأمة في دينها وأرضها وكرامتها.

الخطبة الأولى: المولد النبوي مناسبة جامعة ورفض الفتن المدسوسة
أكد المرجع الخالصي في مستهل خطبته الأولى على أهمية إلتفاف الأمة حول شخصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، باعتباره رمز الوحدة والجامعة الكبرى للمسلمين، مشيراً إلى أن ذكرى المولد النبوي الشريف يجب أن تكون مناسبة جامعة توحّد الصفوف وتغلق أبواب الفتن.
وبيّن سماحته أن الأعداء يسعون إلى تفريق الأمة بصراعات جانبية مفتعلة، مثل ما يُثار في بعض المناسبات تحت عناوين مشبوهة كـ”فرحة الزهراء” أو قضية “مقتل عمر”، مؤكداً أن هذه الممارسات ليست إلا إساءة إلى أهل البيت (عليهم السلام) قبل أن تكون إساءة إلى غيرهم من الصحابة أو عموم المسلمين.
وأوضح أن هذه القضايا التي تثيرها عناصر مدسوسة لا تهدف إلا إلى شق الصف الإسلامي وإثارة القلاقل، في وقتٍ يحتاج فيه المسلمون إلى رصّ الصفوف والتوحد لمواجهة مخططات الأعداء التي تستهدف تمزيق الأمة وإضعافها ودفعها إلى الهلكة.
وختم سماحته خطبته الأولى بالتأكيد على أن مسؤولية المسلمين اليوم هي العودة إلى الأوامر الربانية، وإقامة العدل، وبناء دولة الحق في الأرض، ومواجهة التحديات التي تسعى إلى تدمير الأمة.

الخطبة الثانية: تهجير أهل غزة وفضح المخططات الأمريكية والصهيونية
وفي خطبته الثانية، ركّز المرجع الخالصي على المأساة الإنسانية في فلسطين، محذراً من محاولات تهجير أهل غزة عبر القتل والإرهاب والإبادة الجماعية والتجويع، مؤكداً أن هذه الجرائم تمثل حرباً على الإنسانية جمعاء. وأشار إلى أن ما يجري في الضفة الغربية وعموم فلسطين لا يقل خطورة، إذ يسعى الصهاينة لاقتلاع أهلها بزعم أنهم وحدهم أصحاب الحق في الأرض، وهو ما سيعود عليهم بالوبال والخسران.
وقد صرح أحد عتاة الصهاينة بأن الأرض من البحر إلى النهر -أي أرض فلسطين التاريخية الكاملة- لا تتسع لدولتين؛ وهذا صحيح، وإنما هي دولة واحدة ولن تكون إلا دولة فلسطين بشعبها الأصيل، وهذا ما تسير إليه الأحداث.
وانتقد سماحته التدخل الأمريكي السافر والوقح في شؤون المنطقة، مؤكداً أن واشنطن تحاول إضعاف قوى الأمة من خلال فرض شروط تسليم السلاح وإلغاء المقاومة، سواء عبر مخططات إخراج حماس من غزة، أو استهداف الحشد الشعبي في العراق، أو حزب الله في لبنان، أو أنصار الله في اليمن.
وأضاف أن العدو الصهيوني يستمر في عدوانه على لبنان كما جرى مؤخراً في بلدة أنصارية وغيرها، في ظل دعم أمريكي مطلق وتطاول لفظي سافر من مسؤوليهم.
وشدد سماحته على أن سلاح المقاومة هو ضمانة الأمة وكرامتها، ولا يجوز التفريط به في أي بلد من بلاد المسلمين، سواء في العراق أو لبنان أو إيران أو اليمن أو غيرها.

رفض التطبيع وفضح فضائحه
استنكر سماحته بشدة مساعي التطبيع مع العدو الصهيوني، مؤكداً أنه ليس خياراً سياسياً بل سقوطاً أخلاقياً وخيانة للأمة، متسائلا: كيف يُمدّ اليد لعدوٍ محتلٍ يقتل الأطفال، وينتهك الأعراض، ويدنس المقدسات؟!
وأشار سماحته إلى فضائح التطبيع التي ظهرت في الإمارات، حيث أُتيح للصهاينة العبث بالمواخير والتحرش بالنساء، معتبراً أن هذه المهازل تكشف حقيقة التطبيع: إذ لا يجلب إلا الذل والهوان، ويفرّط بكرامة الأمة ودماء الشهداء ومعاناة الشعوب الصابرة، ويجعل الأمة عُرضة لابتزاز العدو ونهشه المستمر لكرامتها وأرضها.

مواقف الشعوب ومشاريع المواجهة
وأشار المرجع الخالصي إلى أن ما يجري في سوريا من تدخل صهيوني متكرر وقصف ممنهج، يقابله لقاءات رسمية مع وزراء صهاينة، وهو أمر يعكس ضعف القرارات السيادية التي تتخذها بعض القيادات. وفي المقابل، أشاد سماحته بمواقف الشعوب العربية الحيّة، كالشعب الاردني والمصري والمغربي، معتبراً أن هذه المواقف تبقى رصيداً أساسياً في مواجهة العدو.
كما ثمّن التحرك العسكري المصري الأخير، معتبراً أن التطورات قد تحمل مفاجآت للعدو، كما حصل في الثورات والانقلابات السابقة. وأكد أن اليمن ما زال يؤدي دوراً عظيماً عبر صواريخه ومسيراته التي تجعل العدو في مأزق وأزمة كبيرة، وأن العراق يتحمل العبء الأكبر في المواجهة، إلى جانب الدور الإيراني الداعم للمقاومة.
ودعا سماحته إلى تعزيز التنسيق بين قوى الأمة المخلصة والمختلفة، بما فيها الدور التركي والمصري والخليجي، مشدداً على أن الجيش التركي بصفته سابع أقوى جيش في العالم يمكن أن يكون مؤثراً جداً إذا ما التحم مع قوى الأمة الأخرى، كإيران وأفغانستان ومصر والسعودية، في مواجهة عدوانية العدو الصهيوني وأفعاله الإجرامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى